ميمي مدير المنتدي
عدد المساهمات : 493 نقاط : 659 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 07/07/2009
| موضوع: المعلبات و النساء المتشابهات الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:14 am | |
| المعلبات و النساء المتشابهات قد أتفهم رغبة البعض في الحصول على قروض بنكية من أجل حاجة ماسة كشراء عقار أو تمويل مشروع جديد أو للإيفاء بمتطلبات الزواج على الرغم مما في ذلك من إلزام النفس بضغوط الدين و أعباء دفع فوائده . لكن أن يكون هناك قروض بنكية يقوم بعض المقترضين بطلبها من أجل إجراء عمليات تجميل و يزداد الطلب عليها في موسم الصيف فهذا ما يدعو إلى التعجب حقاً . ضحكت للحال التي وصلنا إليها : إذ تدفعنا إلى خوض أمور غريبة نحاول بها استعادة الثقة بالذات و تعويض شعورنا بالنقص ، وجميعها ولله الحمد تدور في دائرة تغيير المظهر و الشكل و حسب ، نكلف أنفسنا فوق طاقتها من أجل الحصول على بريق مزيف و مصطنع . و مما يلفت النظر أن هوس عمليات التجميل هذه و التهافت عليها لم يقتصر على اللبنانيات وحدهن ، بل إن العدوى طالت الخليجيات أيضاً ، و بفضلها أصبح كل النساء كعلب المعلبات متشابهات في الهيئة و التفاصيل ، نفس نفخة الشفاه و شكل الأنف و نفس رسمة تاتو الحواجب و الرموش .... و كم هن كثيرات المولعات بظاهر الأشياء .... لقد أصبحنا غير قادرين على معرفة ما ستبدو عليه ملامح و صفات أولادنا مستقبلاً ، و لماذا عناء التفكير أصلاً طالما أنهم سيحددون أشكالهم و صفاتهم فيما بعد مع جراح التجميل ؟! و الجميل في الموضوع بعد اختفاء معايير الجاذبية الروحية أن تشابه النساء في الشكل قد يكون له حسنات ، كأن يحد من ظاهرة تعدد الزوجات أو الخيانة الزوجية باعتبار أن ملامحهن أصبحت واحدة فلا يوجد غرض من التكرار ... الكارثة الآن ما يدور في المجالس النسائية من حوارات حول هذا الموضوع إذ تسأل فلانة :عند من عملتِ أنفكِ ؟ فتجيبها الأخرى باسم الطبيب ، فترد عليها أنا أجريت عمليتين لأنفي لدى ملك الأنوف مرة لحك العظم و مرة لتصغير الفتحات ، لترد الثالثة لا يوجد أحسن من الطبيب فلان المختص بفهم الأنوف العربية ، و هكذا يبدأ الحديث بنصائح متبادلة عن الأنف ،ثم يتفرع إلى بقية أنحاء الجسم و كلهن بلا استثناء غير راضيات ، و مسلسل العمليات لا يزال مستمراً لديهن ، لأنهن لم يستطعن الوصول إلى حالة الرضا عن الذات لا في شكلهن الأول و لا في الشكل الجديد ، لأن دواخلهن ممزقة و مضطربة و غير منسجمة مع الخارج أياًَ كانت صورته . صحيح أننا نساء يجب أن نهتم بجمالنا ، لكن هذا لا يأتي بالركض وراء ظمأ العمليات و تغيير الصورة التي خلقنا الله عليها ، فهو يأتي من شعورنا الداخلي بالسكينة ، فالجسد ما هو إلا وعاء يعكس ما يحويه من أفكار متوازنة و نفسية معتدلة ، و كلما كثفنا الجهود على تطوير دواخلنا لمعت أفكارنا و لم يعد لدى الآخر فرصة التدقيق و النظر طويلاً في تفاصيل ملامحنا .... | |
|